الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين **
قوله (من أطاع العلماء). (من) يحتمل أن تكون شرطية، بدليل قوله: (فقد اتخذهم)، لأنه جواب الشرط، ويحتمل أن تكون موصولة، أي: (باب الذي أطاع العلماء). قوله: (فقد اتخذهم). خبر مبتدأ، وقرنت بالفاء، لأن الاسم الموصول كالشرط في العموم،وعلى الأول تقرأ (باب) بالتنوين، وعلى الثاني بدون تنوين، والأول أحسن. والمراد بالعلماء: العلماء بشرع الله، والأمراء: أولو الأمر المنفذون له، وهذا الصنفان هم المذكوران في قوله تعالى: وأولو الأمر هم أولو الشأن، وهم العلماء، لأنه يستند إليهم في أمر الشرع والعلم به، والأمراء، لأنه يستند إليهم في تنفيذ الشرع وإمضائه، وإذا استقام العلماء والأمراء استقامت الأمور، وبفسادهم تفسد الأمور، لأن العلماء أهل الإرشاد والدلالة، والأمراء أهل الإلزام والتنفيذ. قوله: (في تحريم ما أحل الله). أي: في جعله حراما، أي: عقيدة أو عملا. (أو تحليل ما حرم الله). أي: في جعله حلالا عقيدة أو عملا، فتحريم ما احل الله لا ينقص درجة في الإثم عن تحليل ما حرم الله، وكثير من ذوي الغيرة من الناس تجدهم يميلون إلى تحريم ما أحل الله أكثر من تحليل الحرام، بعكس المتهاونين، وكلاهما خطأ، ومع ذلك، فإن تحليل الحرام فيما الأصل فيه الحل أهون من تحريم الحلال، لأن تحليل الحرام إذا لم يتبين تحريمه فهو مبني على الأصل وهو الحل، ورحمة الله - سبحانه - سبقت غضبه، فلا يمكن أن نحرم إلا ما تبين تحريمه، ولأنه أضيق وأشد، والأصل أن تبقى الأمور على الحل والسعة حتى يتبين التحريم. أما في العبادات فيشدد، لأن الأصل المنع والتحريم حتى يبينه الشرع كما قيل: قوله: (أربابا). جمع رب، وهو المتصرف المالك. والتصرف نوعان: تصرف قدري، وتصرف شرعي. فمن أطاع العلماء في مخافة أمر الله ورسوله، فقد اتخذهم أربابا من دون الله باعتبار التصرف الشرعي، لأنه اعتبرهم مشرعين واعتبر تشريعهم شرعا يعمل به، وبالعكس الأمراء. وقال ابن عباس: (يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء، **** قول ابن عباس: والحاصب: الحجارة تحصبهم من السماء. قوله: وقال أحمد بن حنبل: (عجبت لقوم عرفوا الإسناد وصحته يذهبون إلى رأي شفيلن، والله تعالى يقول: وفي الأثر التحذير عن التقليد الأعمى والتعصب المذهبي الذي ليس مبنيا على أساس سليم. وبعض الناس يرتكب خطأ فاحشا إذا قيل له: قال رسول الله صلى الله عيه وسلم، قال: لكن في الكتاب الفلاني كذا وكذا، فعليه أن يتقي الله الذي قال في كتابه: ****
|